الجزائر دائما تفتخر بشبابها الذي رغم مصاعب الحياة الا أنّه لم يستسلم ليصنع من تعبه وجهده مجدا ،دون ان ينسى في كلّ محلّ أن يرفع العلم الجزائري ،ومن بين هؤلاء الشباب المتميّزين نجد الشاب الجزائري صهيب حجّاب الذي أنجبته ولاية مسيلة أو المحمّديّة كما سمّيت في العهد الفاطميّ ،وهو شاب كان ومازال صوت الشباب ،يحاول ان يدرّبه ،ان يلهمه ،وان يسمعه لأجل البناء ،وفي هذا الحوار سنجد حلم ومسيرة :
أوّل شيء ،اهلا بك صهيب حجّاب على مطرح الشباب الجزائري شباب ديزاد – وفي مسكيّة البداية سؤالنا سيكون – من هو صهيب حجاب في عين نفسه ولمن لم يعرفه بعد ؟
صهيب حجاب شاب جزائري ، 28 سنة ، خريج ماستر أداب ولغة ألمانية من جامعة سيدي بلعباس في الجزائر ، ناشط شبابي في مجال الاعلام والتعليم والشباب . بالنسبة لمجال عملي لا يقتصر على مجال واحد ، فالخبرات التي اكتبستها مع العديد مم المؤسسات والمنظمات الدولية ، كانت في مجالات متعددة ، في الاعلام والترجمة والاتصال وتنسيق البرامج والمبادرات المختلفة ، باختصار شاب جزائري طموح يسعى للافضل ويسعى وراء أحلامه لتحقيقها .
متى أتت فكرة مغادرة الوطن والاستقرار في اثيوبيا ،ولماذا اخترت هذا البلد بالذات ؟
أتت الفكرة بالضبط في شهر ماي 2019 ، بعد أن تم قبولي في برنامج مفوضية الاتحاد الافريقي والذي يعنى بالكفاءات الشبابية في القارة الافريقية ، هذا كان الحافز الأول ، وفي نفس تلك الفترة كنت أجري بعد المقابلات الوظيفية مع مؤسسة أجنبية كانت ستفتح فرعا في الجزائر ، ولكن الأمور لم تسر بالشكل الجيد ، وبعدها قررت شد الرحال الى أثيوبيا،لخوض تجربة افريقية جديدة ، وخصوصا مع منظمة حكومية افريقية كمفوضية الاتحاد الافريقي ، اكتساب خبرات جديدة ، اكتشاف افريقيا عن قرب ، وأيضا خوض تجربة تضاف للتجارب الدولية التي خضتها سابقا ، وكنت قد بحثت عن أثيوبيا لأستقي معلومات مختلفة عنها ، وجدت أنها بلد متنوع ثقافيا وتاريخيا ، وكان موعد سفري لهذا البلد في شهر أوت 2019 .
دائما نفخر بما يقدمه الشاب الجزائري خارج الوطن ليرفع علمه ،لكنك كذلك قدّمت في ارض الوطن ،حدثنا عن تجاربك هنا ؟
كانت لي العديد من التجارب في أرض الوطن ، خصوصا ماكان موجها للشباب الجزائري ، أقمنا العديد من الدورات التدريبية في مجال المناظرات والعمل عبر الانترنت ، وايضا صالونات تعليمية وثقافية للطلبة كصالون زدني الثقافي للتعليم في 2014 والذي كان حول موضوع : معايير اختيار التخصص الجامعي ، والفرق بين الهواية والتخصص والذي أردنا من خلاله مساعدة الطلبة في معرفة أهم الاستراتيجيات التي ستفيدهم في المستقبل للاختيار الافضل ، كذلك عملت في الاعلام كمنتج برامج وثائقية تلفزيونية مع احدى القنوات العربية والتي كانت اضافة نوعية جدا لخبراتي وخصوصا أنني أحب الاعلام .
كنت أحاول أن أكون قريبا من الشباب والطلبة لدعمهم وتشجيعهم ، فأطلقنا برنامج دربني والذي يضم ورشات تدريبية في مجال التسويق الرقمي ، التوظيف واعداد السيرة الذاتية ، وايضا كيفية معرفة اهم الفرص الدولية من منح ووظائف وغيرها، وبالنسبة للمسار العملي ، لم يسبق لي العمل مع مؤسسة خاصة أو حكومية في الجزائر ، كل الخبرات التي استفدت منها كانت مع مبادرات عربية وأجنبية .
شاركت كعضو من أعضاء التحكيم في مسابقات عدة ، هل يمكنك ان تحكي لنا عن تجاربك ؟
نعم، تجربتين جميلتين مع جائزة صناع الأمل الجزائري ، وجائزة الابتكار الجزائري ، لمؤسستها السيدة سليمة زعروري ، جزائرية مقيمة بالامارات العربية المتحدة ، والتي منحتني الفرصة لأكون ضمن فريق العمل الخاص بالجائزتين . حقيقة كانتا تجربتين رائعتين لانني عملت مع نخبة من الكفاءات الجزائرية التي تألقت محليا ودوليا ، وكان لها الأثر الايجابي في الجزائر ، والأن تم اطلاق الطبعة الثانية لصناع الأمل الجزائري ، والتي ستكون مفتوحة للجزائريين في مختلف الفئات ، وأدعوا الشباب الجزائري للمشاركة والاطلاع على تفاصيل التقديم في الصفحة الرسمية للجائزة .
ماذا يعني لك مشروع جائزة الابتكار الجزائري وكذلك جائزة صناع الامل الجزائري ؟
انطلاقة جديدة ومشروعين ذو نوعية كبيرة ، لتسليط الضوء على المبادرات والطاقات الشبابية الجزائرية الموجودة في داخل الوطن وخارجه،وهما منبثقان عن مشروع أهدر جزائري لمؤسسته السيدة سليمة زعروري ، والتي أعتبرها من الكفاءات الجزائرية الطموحة والحريصة على دعم أبناء الوطن وتحفيزهم ، عبر اطلاق العديد من المبادرات .
ماهي معادلة النجاح لدى صهيب حجّاب كي نمرّرها للشباب الجزائري؟
رضى الله عزوجل في المقام الأول ، رضى الوالدين ، والايمان بالنفس وما لديك ، كل شخص فينا لديه طاقات ومهارات يجب أن يكتشفها ويطورها ويستثمرها بالشكل الصحيح ، الارادة والعزيمة لتحقيق الأهداف، لا تتوقفوا عن الأحلام وأن تحاربوا لأجلها ، فاذا أنتم أمنتم بها ستؤمن بكم.
رسالتك للوطن ،لأهل الوطن وخاصة لشباب الجزائر ؟
لا تيأسوا ، لا تفشلوا، أنتم قادرون على فعل الكثير ، أحبوا وطنكم وقدموا الأفضل لأجله ، كل شخص فيكم يجب أن يبدع في اختصاصه ومجاله ، بامكانكم تحقيق اهدافكم واحلامكم بالسعي والمثابرة والاجتهاد ، الجزائر تجمعنا وبلادنا تستحق الأفضل ، فعلينا أن نكون الأفضل للمساهمة في تطورها وازدهارها.
لو كانت بيدك السلطة في مجال تخصّصك ماذا تقترح من تغيير او اضافات ؟
توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب ، دعم الكفاءات وتوفير الظروف والبيئة المناسبة لتبدع وتنتج ، أعلم أن هناك العديد من المشاكل في الجزائر كالبيروقراطية والمحسوبية ، ولو كان الأمر بيدي لقمت باصلاح جذري وتغييرات كثيرة خصوصا الأشخاص الذين لا يستحقون التواجد في تخصصي ومن يحاولون تحطيم الكفاءات وعرقلتها وتثبيطها.
قبل الختام لعلمنا انك تحب الكلمات التحفيزية ،نريد منك ان تعطينا مغزى _ أو مثل شعبي ، لربما يرشدك في حياتك وتقتدي بمقولته ؟
الحياة تجارب ومصاعب فعندما تتألم تصبح أكثر حكمة ،وعندما تفشل تصبح أكثر قوة /وعندما تُبتلى تكون احب الى الله /وعندما تبتسم تصبح أكثر تفاؤلا /لا تحزن على مافات واستبشر بما هو آت!
شكرا جزيلا لك على مشاركتك لنا قهوة افتراضية وحوارنا الشيق معك ،لك حرية الكلمة الأخيرة التي نختم بها حوارنا لمواعيد اخرى معك؟
شكرا لك على اتاحة الفرصة من منبركم ، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.
نجاح الوطن يكمن في نجاح شبابه وشباب ديزاد ستبقى مطرحكم.
حاورته فاطمة الزهراء نازف.
