يوافق نهار اليوم ،ثالث يوم من الشهر الهجري ذو القعدة، ويعتبر في التقويم الهجري الشهرالحادي عشر من السنة الهجرية 1443، هذا الشهر هو شهر حرم لقوله صلى الله عليه وسلم :
ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة ومحرّم، ورجب شهر مضر، الذي بين جمادى وشعبان.
وتتميّز الأشهر الحرم أنّ الذّنوب فيها أعظم من غيرها، في قوله تعالى:
فلا تظلموا فيهنّ أحد -التوبة-
وان الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة، ووزرا من الظلم فيما سواها، وان كان الظلم في كلّ الأحوال عظيم، ولذلك فقد خصّ الله سبحانه وتعالى الأشهر الحرم بالذكر، ومنع فيه القتال، وقد اختصّ شهر ذو القعدة كذلك بالاستخارة، كما يقول ابن القيم رحمه الله :
لم يكن الله ليختار لنبيه صلى الله عليه وسلم في عمره الا أولى الأوقات وأحقها بها، وقال فأولى الأزمنة بها- العمرة-، أشهر الحج، وذو القعدة أوسطها، وهذا مما نستخير الله في من كان عنده فضل علم، فليرشد اليه.
ولهذا على المسلم أن يتقرّب لله سبحانه وتعالى في هذا الشهر العظيم أكثر، بالخير، الصدقة، الصيام، الذكر، والقيام، لأنها كما تضاعف المعاصي فيه، تضاعف أيضا الحسنات والعبادات.
تقبّل الله منا ومنكم وغفر لنا أجمعين، والله أعلم
