أخبار اليوم

نعم لجزائر جديدة…ولا… لإنتهازيين جدد

انتهز فلان الفرصة… أي اغتمنها و بادر الى الفوز بها.

أن يكون للبعض منا طموح مشروع في زيادة لربح اقتصادي، فكري أو سياسي فهذا حق مشروع، تكفله كل التشريعات السماوية و الوضعية، و قد يكرم الفائز لهذا، و يصفق له كل المهنئين، ويظهر بثوب الناجح، المتفوق، … الذي استطاع ان يحقق مكسبا بكل شرف و تقدير.

لكن …. أن يكون هناك من يحاولون انتهاز الفرصة… بكل براغماتية بالرغم لعدم كفاءتهم، عدم خبرتهم، و عدم نزاهتهم في التنافس الشريف، فهم بذلك يجسدون دور الانتهازيين سيئي السمعة، ويكون منهم من هو عدو لكل مبدأ اخلاقي، و لا يحمل في مضغته أي مرادف لقيمة أخلاقية في عمله الاقتصادي، الفكري أو السياسي … هنا هم يشرعون لانفسهم القفز على كل المبادئ لإشباع رغباتهم الانتهازية في طموحهم الغير مشروع، خاصة وإن كان هذا الطموح لمصلحة لهم في وطنهم، …ثم إن من يفسد في وطنه كمن رمى أمه بحجر، و لو كان عاقا، لقلنا أنه لم يستجب لنداء وطنه وفقط، و الله تعالى يقول في محكم كتابه

“ولو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقا) الجن، 16.

جزائر جديدة بلا هؤلاء الانتهازيين الجدد، لن تكون أمرا مستحيلا، ولكن وجب علينا كمجتمع بكل طبقاته بدءا بالنخبة الى الفلاحين أن نكون واعين لصدهم عن عبثهم، فنرفع المرايا في وجوههم لتعكس حقيقتهم، لعلهم يعرفون أنهم لا يخدعون الا أنفسهم، وأمثال هؤلاء للأسف كثر، منهم شخصيات و كأنهم نمور على ورق، و منهم أحزاب ليس لها الا مسمياتها البراقة، وجمعيات لا تظهر الا حين تظهر كاميرات الصحفيين لتصور حدثا ما يستقطب الرأي العام. أصبح لزاما على كل فرد فينا بعث التغيير فيه، ليس التغيير من أجل لفظ كلمة التغيير ، بل تغيير حقيقي في أفكارنا، أقوالنا و افعالنا وعسى الله أن يرحمنا.

إن الجزائر اليوم تستحق منا أن نضحي لأجلها كشعب و نقدم لها أكثر مما قدمه أجدادنا في زمن الإستعمار، وإن هم قد دفعوا النفس والنفيس لاستقلالها، فإننا ملزمون بشرف الأبناء البررة أن نرفع علمها عاليا فوق كل مصلحة خاصة آنية و ظرفية، ثم إن كلنا يعلم أن أعظم جهاد هو جهاد النفس، فلنكن كلنا أفرادا جددا طموحين غير انتهازيين لأجل الجزائر.

بقلم : كيحول الازهر

السابق
وزارة الخارجية العراقية تلغي زيارة وزير الدفاع التركي لبغداد
التالي
سونطراك ترد على اتهامات لها بتمويل جمعية أجنبية

اترك تعليقاً